للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسموا أنفسهم أهل التوحيد، والمنزهون لله، حيث نفوا الصفات عنه (٢) . وسيأتى الرد عليهم فى الباب الثالث.

٢- العدل: وهم يقصدون به البحث فى أفعال الله عزَّ وجلَّ التى يصفونها كلها بالحسن، ونفى القبح عنها، بما فيه نفى أعمال العباد القبيحة، وتحت ستار العدل؛ نفوا القدر، وأسندوا أفعال العباد إلى قدرتهم وأنهم الخالقون لها مع أنهم يؤمنون بأن الله تعالى عالم بكل ما يعمله العباد، وأنه تعالى هو الذى أعطاهم القدرة على الفعل أو الترك (٣) .

والمعتزلة لنفيهم القدر يلقبون؛ بالقدرية لموافقتهم للقدرية فى إنكار القدر، وهم يسمون أيضاً؛ بالثنوية، والمجوسية؛ لقولهم إن الخير من الله، والشر من العبد، فوافقوا بذلك الثنوية، والمجوسية الذين يقررون وجود إلهين أحدهما للخير، والآخر للشر، وهم لا يرضون بهذه الأسماء السابقة من القدرية، والثنوية، والمجوسية، ويرضون باسم أهل العدل لنفيهم القدر، ولأن أهل السنة يثبتون القدر لله عزَّ وجلَّ ويؤمنون به خيره وشره، حلوه ومره، فهم يطلقون عليهم القدرية المجبرة (٤) .

وبناء على هذا الأصل (العدل) الذى يعنى نفى القدر؛ تأولوا الآيات التى تفيد إثبات القدر لله عزَّ وجلَّ كقوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} (٥) . وقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} (٦) .


(١) فرق معاصرة٢/٨٢٣،٨٢٤،٨٣٢، وانظر: فتح البارى ١٣ /٣٥٧، وانظر: شرح الأصول ص١٩٧، وفضل الاعتزال ص١٤٠-١٤١، وأدب المعتزلة ص١٣٥،١٣٦، ومقالات الإسلاميين ١ /٢٣٥، والملل والنحل١/٤٠، وموقف المعتزلة من السنة ومواطن انحرافهم عنها للدكتور أبو لبابة ص٣٣
(٢) فرق معاصرة ٢ /٨٢٥.
(٣) فرق معاصرة ٢ /٨٣٤، وانظر: شرح الأصول ص ٣٠١، والملل والنحل ١ /٤١، والفصل فى الملل والنحل لابن حزم ٣ /١٦٤ والمغنى فى أبواب التوحيد والعدل ٣ /٨.
(٤) فرق معاصرة ٢ /٨٢٤، ٨٢٥، وانظر: موقف المعتزلة من السنة للدكتور أبو لبابة ص ٣١.
(٥) جزء من الآية ٨ من سورة الرعد.
(٦) الآية ٢١ من سورة الحجر.

<<  <   >  >>