للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. ومن الأحاديث الصحيحة الواردة فى الشفاعة قوله صلى الله عليه وسلم: "شفاعتى لأهل الكبائر من أمتى" (١) ، وزعمهم أن هذا الحديث لم تثبت صحته (٢) ، زعم مردود، لأن الحديث قد ثبتت صحته، وأيدته الأحاديث الثابتة كقوله صلى الله عليه وسلم: "لكل نبى دعوة مستجابة، فتعجل كل نبى دعوته، وإننى اختبأت دعوتى شفاعة لأمتى يوم القيامة. فهى نائلة إن شاء الله من مات من أمتى لا يشرك بالله شيئاً" (٣) وقوله صلى الله عليه وسلم: "أسعد الناس بشفاعتى يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه" (٤) .


(١) أخرجه أبو داود فى سننه كتاب السنة، باب فى الشفاعة ٤/٢٣٦ رقم ٤٧٣٩، والترمذى فى سننه كتاب صفة القيامة، باب ما جاء فى الشفاعة ٤/٥٣٩، ٥٤٠ رقم ٢٤٣٥ وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وفى الباب عن جابر، وأخرجه الحاكم فى المستدرك كتاب الإيمان ١/١٣٩ رقم ٢٢٨، وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ووافقه الذهبى. والحديث من رواية أنس بن مالك، وأخرج الحاكم للحديث متابعات وشواهد من حديث جابر، وصححها على شرط مسلم، ووافقه الذهبى. قال الحاكم: "هذا الحديث فيه قمع المبتدعة المفرقة بين الشفاعة لأهل الصغائر والكبائر، وأخرجه البيهقى فى البعث والنشور ص ٥٥ رقم ١ من حديث جابر، وانظر: استدراكات البعث والنشور ص ١٧٣-١٧٧ أرقام ٢٦٨-٢٧٧، وشعب الإيمان ٢/١١٠-١٤٤.
(٢) انظر: شرح الأصول ص ٦٩٠.
(٣) أخرجه البخارى "بشرح فتح البارى" كتاب الدعوات، باب لكل نبى دعوة مستجابة ١١/٩٩ رقم ٦٣٠٤، ومسلم "بشرح النووى" كتاب الإيمان باب اختباء النبى صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته ٢/٧٦ رقم ١٩٩، من حديث أبى هريرة رضي الله عنه، واللفظ لمسلم.
(٤) سبق تخريجه ص ٦٤٦، وانظر: ما قاله الإمام البيهقى فى البعث والنشور ص ٥٦ وما بعدها.

<<  <   >  >>