كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول

الفصل الثاني عشر: فيمن هو أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الصحابة بمحاسنهم، والكف عن مساوئهم وما شجر بينهم، رضي الله عنهم - الكلام على أمهات المؤمنين وسائر أهل البيت رضي الله عنهم - ج: 3 - ص: 1200

أُرَانِي إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي, وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا, وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ" فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ. ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّنِي فَقَالَ: "أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ سيدة نساء هده الْأُمَّةِ؟ " فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ١.

وَفِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ لِحَسَنٍ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ"٢, وَنَحْوُهُ عَنْ بَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ٣.

وَفِيهِ عن أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً يَقُولُ: "ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" ٤.

وَفِيهِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا" ٥ أَوْ كَمَا قَالَ.

وَلِلتِّرْمِذِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ" ٦, وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.

---

١ البخاري "٧/ ٧٨" في فضائل الصحابة، باب مناقب قرابة رسول الله, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي المغازي، باب مرض النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ووفاته، وفي الاستئذان، ومسلم "٤/ ١٩٠٤/ ح٢٤٥٠" في فضائل الصحابة، باب فضل فاطمة بنت محمد, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
٢ البخاري "٤/ ٣٣٩" في البيوع، باب ما ذكر في الأسواق، وفي اللباس، باب السخاب للصبيان، مسلم "٤/ ١٨٨٢/ ح ٢٤٢١" في فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما.
٣ رواه البخاري "٧/ ٩٤" في فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومسلم "٤/ ١٨٨٣/ ح٢٤٢٢" في فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما.
٤ البخاري "٧/ ٩٤" في فضائل الصحابة، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفي الصلح، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي العتق، باب قول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للحسن بن علي: "إن ابني هذا لسيد".
٥ البخاري "٧/ ٩٤" في فضائل الصحابة، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما.
٦ الترمذي "٥/ ٦٥٦/ ح٣٧٦٨" في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما.
والحاكم في المستدرك "٣/ ١٦٦-١٦٧" والطبراني في الكبير "١/ ١٢٣" وأبو نعيم في الحلية "٥/ ٧١" والخطيب في تاريخه "٤/ ٢٠٧ و١١/ ٩٠" وأحمد "٣/ ٣ و٦٢ و٦٤ و٨٠ و٨٢" وابن حبان "٩/ ٥٥ -إحسان" وهو صحيح.