محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وقيامه بالدعوة إلى الله، فقال:
ويعز ربي رسله والمؤمنين ... جميعهم بالنصر والإنجاء
حتى استتم بناءهم بمحمد ... أكرم به للرسل ختم بناء
فهو الرسول إلى الخلائق كلهم ... ممن تقل بسيطة الغبراء
ما لامرئ أبدا خروج عن شريـ ... ـعته ونهج طريقه البيضاء
لم يقبض المولى تعالى روحه ... حتى أشاد الدين بالإعلاء
وأتم نعمته وأكمل دينه ... ولخلقه أداه أي أداء
ومضى وأمته بأقوم منهج ... وعلى محجة هديه البيضاء
ثم تحدث عن الخلفاء الراشدين ومناهجهم في الحكم، وانتقل بعدهم يصف واقع المسلمين في العصور التي تلت عصر الخلفاء الراشدين، وعندما وصل إلى القرن السابع الهجري عصر شيخ الإسلام "ابن تيمية" وجدناه يقول:
وأتى بقرن سابع من هجرة ... علم به يؤتم في الظلماء
أعني بذاك الحبر أحمد من إلى ... عبد الحليم نمى بلا استثناء
كم هاجم البدع الضلال وأهلها ... بدلائل الوحيين خير ضياء
وقواعد التحريف هد أصولها ... أعظم به هدما لشر بناء
وله جهاد ليس يعهد مثله ... إلا بعهد السادة الخلفاء
وبعد أن ذكر ما قام به ابن تيمية من قمع للفتن وإبادة للطغيان، تابع المسيرة إلى العصور الإسلامية التالية، مصورا طبيعة الحياة التي كان يعيشها المسلمون في تلك الأزمنة، مشيرا إلى بعض المصلحين الذين سعوا لتصحيح الأوضاع في بلادهم كالشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر الهجري وغيره.
ثم ذهب يوجه الخطاب إلى العلماء وطلاب العلم في عصره، مستنهضا هممهم للدعوة إلى الله والإخلاص في العمل، والقيام بالواجب الملقى على عواتقهم نحو إخوانهم المسلمين في كل مكان، قائلا:
هل تسمعون معاشر العلما، ألا ... تصغون نحو مقالتي وندائي؟!
يا طالبي علم الشريعة فانهضوا ... وادعوا عباد الله باستهداء