للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْأَسْلَمِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {الم، غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ يَقُولُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم، غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِينَ} [الرُّومِ: ١-٢] فَقَالَ رُؤَسَاءُ مشركي مكة يابن أَبِي قُحَافَةَ هَذَا مِمَّا أَتَى بِهِ صَاحِبُكَ, قَالَ: لَا وَاللَّهِ لَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ وَقَوْلُهُ, وَذَكَرَ الْحَدِيثَ١. وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُقَبِّلُ الْمُصْحَفَ وَيَقُولُ: كَلَامُ رَبِّي كَلَامُ رَبِّي٢. وَعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ فَضَعُوهُ عَلَى مَوَاضِعِهِ٣. وَقَالَ خَبَّابٌ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تَقَرَّبْ إِلَى اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّكَ لَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَلَامِهِ٤. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ, فَمَنْ رَدِّ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنَّمَا يَرُدُّ عَلَى اللَّهِ٥. وَعَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ أَحْسَنَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ٦. وَيُرْوَى ذَلِكَ عَنْهُ مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ صَحِيحٌ فِي الصَّحِيحِ٧. وَقَالَ


١ ابن خزيمة في التوحيد "ص١٦٦".
وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد "ح٩٢" وعبد الله في السنة "ح١١٦" والبيهقي في الاعتقاد "ص٣٧" وفي الأسماء والصفات "ص٢٣٩" وابن الأثير في أسد الغابة "٤/ ٥٩٨". قال ابن حجر: رجاله ثقات "الإصابة: ٣/ ٥٧٩".
٢ رواه عبد الله في السنة "ح١١٠" ورجاله ثقات.
٣ أخرجه عبد الله في السنة "ح١١٨" والآجري في الشريعة "ص٧٧" والبيهقي في الأسماء والصفات "ص٣١٢" وفي سنده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.
٤ أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه "١٠/ ٥١٠" وعبد الله في السنة "ح٩٦ و١١١" والآجري في الشريعة "ص٧٧" والبيهقي في الأسماء والصفات "ص٣١١" وقال: هذا إسناد صحيح قلت: وهو كذلك.
٥ أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية "ح٣٦٠" وعبد الله في السنة "ح١١٩" والبيهقي في الأسماء والصفات "ص٢٤١" وفي سنده مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني وهو ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره.
٦ أخرجه عبد الله في السنة "ح١٢١" والبيهقي عنه في الأسماء والصفات "ص٢٤١" وسنده صحيح. ورواه البخاري في صحيحه بلفظ: "إن أحسن الحديث كتاب الله" في الأدب باب الهدي الصالح "١٠/ ٥٠٩".
٧ تقدم ذكر خطبته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>