كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول

الفصل السابع في بيان ما وقع فيه العامة اليوم مما يفعلونه عند القبور، وما يرتكبونه من الشرك الصريح والغلو المفرط في الأموات - حكم من أوقد سراجا على القبر أو بنى على الضريح مسجدا - ج: 2 - ص: 530

وَصَحَّحَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ١, وَلِابْنِ مَاجَهْ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ حَسَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ٢, وَلِأَحْمَدَ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا: "إِنَّ مِنْ شَرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ, وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ" رَوَاهُ أَبُو حَاتِمٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ٣. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا, وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا, وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ٤. وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَجِيءُ إِلَى فُرْجَةٍ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَدْخُلُ فَيَدْعُو فِيهَا, فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ عَنْ أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا, وَلَا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا, فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَمَا كُنْتُمْ" رَوَاهُ فِي الْمُخْتَارَةِ٥. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي سُنَنِهِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ

---

١ الترمذي "٣/ ٣٧١/ ح١٠٥٦" في الجنائز، باب ما جاء في كراهية زيارة القبور للنساء, وقال: حسن صحيح.
وابن ماجه "١/ ٥٠٢/ ح١٥٧٦" في الجنائز، باب ما جاء في النهي عن زيارة النساء القبور وسنده حسن, والحديث صحيح لشاهده من حديث حسان الآتي والحديث السابق.
٢ ابن ماجه "١/ ٥٠٢/ ح١٥٧٤" في الجنائز، باب ما جاء في النهي عن زيارة النساء القبور. وفيه عبد الرحمن بن بهمان, قال عنه الحافظ: مقبول "إذا توبع وإلا فلين" فسنده ضعيف والحديث صحيح لشواهده المتقدمة.
٣ أحمد "ح٣٨٤٤، ٤١٤٣، ٤١٤٤، ٤٣٤٢" نسخة أحمد شاكر وإسناده حسن من طريقين, ورواه أبو حاتم "اقتضاء الصراط المستقيم ص٦٦٨" تحقيق ناصر بن عبد الكريم العقل, وابن حبان "موارد ح٣٤٠ و٣٤١".
وقوله: إسناده جيد, هو قول ابن تيمية -رحمه الله- في اقتضاء الصراط المستقيم.
٤ أبو داود "٢/ ٢١٨/ ح٢٠٤٢" في المناسك، باب زيارة القبور، وإسناده كما قال.
٥ الضياء المقدسي في المختارة "اقتضاء الصراط المستقيم ص٢٩٧، ٢٩٨" وأبو يعلى في مسنده "الاقتضاء ص٢٩٦" وإسماعيل بن إسحاق في فضائل الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ح٢٠", وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في تخريج الأذكار.