للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَإِنَّمَا كانت هِمَّتُهُ فِي تَدْبِيرِ الْمُلْكِ وَتَمَلُّكِ الْبِلَادِ شَيْئًا فَشَيْئًا, حَتَّى أَبَادَهُ اللَّهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ, وَقِيلَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ تَلَا١, لَا رَحِمَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

وَقَوْلُ ابْنِ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ.

بَلْ صَرَّحَ الْوَحْيُ الْمُبِينُ بِأَنَّهُ ... حَقًّا مُغَيِّرُ هَذِهِ الْأَكْوَانِ إِلَخْ

يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إِبْرَاهِيمَ: ٤٨] الْآيَاتِ, وَإِلَى مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ, لَيْسَ فِيهَا مَعْلَمٌ لِأَحَدٍ" ٢

وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَكُونُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً, يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَتَكَفَّأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ نُزُلًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ " ٣.

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إِبْرَاهِيمَ: ٤٨] قَالَتْ قُلْتُ أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ عَلَى الصِّرَاطِ٤.

وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِ الْيَهُودِيِّ الَّذِي سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ


١ البداية والنهاية ١٣/ ٢٤٨.
٢ رواه البخاري ١١/ ٣٧٢ في الرقاق باب يقبض الله الأرض ومسلم ٤/ ٢١٥٠/ ح٢٧٩٠ في صفات المنافقين باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة.
والنقي الخبز الحواري, كما قال أبو عبيد.
٣ رواه البخاري ١١/ ٣٧٢ في الرقاق باب يقبض الله الأرض, ومسلم ٤/ ٢١٥١/ ح٢٧٩٢ في صفات المنافقين باب نزل أهل الجنة.
٤ رواه مسلم ٤/ ٢١٥٠/ ح٢٧٩١ في صفات المنافقين باب في البعث والنشور.

<<  <  ج: ص:  >  >>