قال إبراهيم الحربي: كان يأتي العرس والإملاك والختان، يجيب ويأكل، وسمعت أحمد بن حنبل يقول لأحمد بن حفص الوكيعي: يا أبا عبد الرحمن، إني لأحبك، حدثنا يحيى، عن ثَوْر، عن حبيب بن عبيد، عن المقدام، قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه"(١).
قال هارون بن عبد اللَّه الحمال: جاءني أحمد بن حنبل بالليل فدق الباب عليّ، فقلت: من هذا؟ فقال: أنا أحمد، فبادرت إليه فمساني ومسيته، قلت: حاجة يا أبا عبد اللَّه؟ قال: نعم، شغلت اليوم قلبي.
قلت: بماذا يا أبا عبد اللَّه؟ قال: جزت عليك وأنت قاعد تحدث الناس في الفيء والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر، لا تفعل مرة أخرى، إذا قعدت فاقعد مع الناس.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٢٨٣
قال محمد بن داود المصِّيصي: كنا عند أحمد بن حنبل وهم يذكرون الحديث، فذكر محمد بن يحيى النيسابوري حديثا فيه ضعف، فقال له أحمد بن حنبل: لا تذكر مثل هذا الحديث. فكأن محمد بن يحيى دخله خجلة، فقال له أحمد: إنما قلت هذا إجلالًا لك يا أبا عبد اللَّه.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٢٨٣
قال ابن هانئ: كنا عند أبي عبد اللَّه في منزله ومعنا المرُّوذي ومُهنَأ بن
(١) رواه الإمام أحمد ٤/ ١٣٠، وأبو داود (٥١٢٤)، والترمذي (٢٣٩٢)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٥٤٢). كلهم من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن ثور به. وصححه الألباني في "الصحيحة" (٤١٧).