للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المروذي: رأيت أبا عبد اللَّه قد وهب لرجل قميصه، كان أبو عبد اللَّه ربما واسى من قوته، وجاءَه أبو سعيد الضرير فشكى إليه فقال له: يا أبا سعيد، ما عندنا إلا هذا الجذع. فجيء بحمال يحمله.

قال: فأخذت الجذع فبعته بتسعة دراهم ودانقين، وكان أبو عبد اللَّه شديد الحياء، كريم الأخلاق، يعجبه السخاء.

"المناقب" لابن الجوزي ص ٣٠٦، "سير أعلام النبلاء" ١٩/ ٢١٩

قال المروذي: حدثني أبو محمد النسائي جعفر بن محمد قال: قال لي أبو عبد اللَّه -يوم عيد: ادخل، فدخلت فإذا مائدة وقصعة على الخوان وعليها عراق وقدر إلى جانبه، فقال لي: كُلْ، فلما رأى ما بي قال: إن الحسن كان يقول: واللَّه لتأكلن، وكان ابن سيرين يقول: إنما وضع الطعام ليؤكل، وكان إبراهيم بن أدهم يبيع ثيابه وينفقها على أصحابه، وكانت الدنيا أهون عليه من ذاك، وأومأ إلى جذع مطروح، فانبسطت وأكلت.

"المناقب" لابن الجوزي ص ٣٠٦

قال علي بن يحيى: صليت الجمعة إلى جنب أحمد بن حنبل، فلما سلم الإمام قام سائل يسأل الناس، فأخرج أحمد قطعة فدفعها إليه، فقال له رجل: ناولني قطعتك ولك بها درهم، فما زال يزيده حتى بلغ خمسين درهمًا، فقال له السائل: لا أعطيك إني لأرجو فيها ما ترجو.

"المناقب" لابن الجوزي ص ٣٠٧

قال المروذي: كنت مع أبي عبد اللَّه في طريق العسكر، فنزلنا منزلنا فأخرجت رغيفًا ووضعت بين يديه كوز ماء، فإذا بكلب قد جاءَ فقام بحذائه، وجعل يحرك ذنبه، فألقى إليه لقمة، وجعل يأكل ويلقي إليه لقمة، فخفت أن يضر بقوته، فقمت فصحت به؛ لأُنحيه من بين يديه، فنظرت إلى أبي عبد اللَّه قد احمرَّ وتغير من الحياء وقال: دعه، فإنَّ ابن عباس

<<  <  ج: ص:  >  >>