قال صالح: وشهدت ابن الجروي أخا الحسن وقد جاءه بعد المغرب فقال: أنا رجل مشهور، وقد أتيتك في هذا الوقت وعندي شيء قد أعددته لك فأحب أن تقبله وهو ميراث، فلم يزل به، فلما أكثر عليه قام ودخل.
قال صالح: فأخبرت عن الحسن قال: قال لي أخي لما رأيته: كلما ألححت عليه ازداد بُعدًا، قلت: أخبروه كم هي، قال: قلت: يا أبا عبد اللَّه، هي ثلاثة آلاف دينار. فقام وتركني.
قال صالح: قال لي يومًا أنا إذا لم تكن عندي [قطعة] أفرح.
وقال له أبو محمد فُوران: عندي خف أبعث به إليك؟ فسكت، فلما عاد إليه أبو محمد قال: يا أبا محمد، لا تبعث بالخف فقد شغل قلبي علي.
ووجه رجل من الصين بكاغد صيني إلى جماعة من المحدثين فيهم يحيى وغيره، ووجه بقمطر إلى أبي فردّه.
وقال أبي: جاءني ابن يحيى بن يحيى، وما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك رجل يشبه يحيى بن يحيى، فجاءني ابنه فقال: إن أبي أوصى بمبطنة له لك وقال: يذكرني بها. فقلت: جئني بها: فجاء برزمة ثياب، فقلت له: اذهب رحمك اللَّه -يعني ولم يقبلها.
وقلت لأبي: بلغني أن أحمد بن الدورقي أعطي ألف دينار فقال: أي بني {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}[طه: ١٣١]. ذكر يومًا عنده رجل فقال: يا بني الفائز من فاز غدًا، ولم يكن لأحد عنده تبعة.
وذكرت له ابن أبي شيبة وعبد الأعلى النَّرْسي ومن قدم به إلى العسكر من المحدثين؛ فقال: إنما كانت أيامًا قلائل ثم تلاحقوا، وما تخولوا منها بكثير شيءٍ.
وجئت يومًا إلى المنزل فقيل لي: قد وجه أبوك أمس في طلبك. فقلت: وجهت في طلبي. فقال: جائني أمس رجل كنت أحب أن تراه، بينما أنا قاعد