جاء عمه فأخذ، فأخبر فجاء إلى الباب الذي كان سده بيني وبينه وقد كان فتح الصبيان كوة، فقال: ادعوا لي صالحًا، فجاءَ الرسول وقلت له: لست أجيء، فوجه إليّ لم لا تجيء؟ فقلت: قل له هذا الرزق يرتزقه جماعة كثيرة، وإنما أنا واحد منهم وليس فيهم أعذر مني، وإذا كان توبيخ خُصصْتُ به أنا! فمضى، فلما نادى عمه بالأذان خرج، فلما خرج، قيل لي: إنه قد خرج إلى المسجد، فجئت حتى صرت في موضع أسمع فيه كلامه، فلما فرغ من الصلاة التفت إلى عمه. ثم قال له: نافقتني وكذبتني وكان غيرك أعذر منك، زعمت أنك لا تأخذ من هذا شيئًا ثم أخذته وأنت تستغل مائتي درهم وعمدت إلى طريق المسلمين تستغله، إنما أنا أشفق أن تطوق يوم القيامة بسبع أرضين، أخذت هذا الشيء بغير حقه، فقال: قد تصدقت، قال: تصدقت بنصف درهم، ثم هجره وترك الصلاة في المسجد، وخرج إلى مسجد خارج يصلي فيه.
قال صالح: ثم كُتب لنا بشيء فبلغه، فجاء إلى الكوة التي في الباب فقال: يا صالح انظر ما كان للحسن علي فاذهب به إلى فُوران حتى يتصدق به في الموضع الذي أخذ منه.
فقلت: ما علم فوران من أي موضع أخذ هذا؟
فقال: افعل ما أقول لك، فوجهت بما كان أصابهما إلى فوران، وكان إذا بلغه أنا قبضنا شيئًا طوى تلك الليلة فلم يفطر، ثم مكث أشهرًا لا أدخل عليه، ثم فتح الصبيان الباب ودخلوا غير أنه لا يدخل إليه من منزلي شيء.
ثم وجهت إليه: يا أَبَت قد طال هذا الأمر، اشتقت إليك، فسكت فدخلت فأكببت عليه وقلت له: يا أَبَت تدخل على نفسك هذا الغم؟ فقال: يا بني ما لا أملكه. ثم مكثنا مدة لم نأخذ شيئًا، ثم كُتب لنا بشيءٍ فقبضناها، فلما بلغه هجرنا أشهرًا، فكلمه فُوران ووجَّه إليَّ فدخلت فقال