للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد اللَّه بجبة يبيعها في شدة البرد، قال: فلم أزل به حتى صرفته عن بيعها، صرت إلى يزيد بن هارون فقلت: يا أبا خالد، إن أحمد بن حنبل جاءَني بجبته لأبيعها له في هذا البرد، فقال لجاريته: زني مائة درهم وهاتيها، فدفعها إليَّ وقال: ادفعها إليه، فجئت بها إليه فقلت: هذِه بعثها أبو خالد.

فقال: إني لمحتاج إليها، وإني لابن سبيل، ولكن لا أحب أن أعود نفسي هذا، ردّها عليه فرددتها إليه، فدفع إلي جبته فبعتها له.

"المناقب" لابن الجوزي ص ٢٩٤

قال صالح: جاءتني حُسن فقالت: يا مولاي قد جاء رجل بتِلِّيسَةٍ (١) فيها فاكهة يابسة وهذا الكتاب، قال صالح: فقمت فقرأت الكتاب فإذا فيه: يا أبا عبد اللَّه أبضعت لك بضاعة إلى سمرقند فوقع فيها كذا وكذا، ورددتها فوقع فيها كذا وكذا، وقد بعثت بها إليك أربعة آلاف درهم وفاكهة أنا لقطتها من بستاني، ورثته عن أبي وأبي عن أبيه، قال: فجمعت الصبيان فلما دخل دخلنا عليه وقلت له: يا أَبَهْ، ما ترِقُّ لي من أكل الزكاة؟ ثم كشفت عن رأس الصبية وبكيت.

فقال: من أين علمتَ؟ دعني حتى أستخير اللَّه الليلة.

قال: فلما كان من الغد، قال: قد استخرت اللَّه الليلة، فعزم لي أن لا آخذها، وفتح التَّلِّيسَةَ وفرقها على الصبيان، وكان عنده ثوب عشاري فبعث به إليه ورد المال. قال صالح: فبلغني أن الرجل اتخذه كفنا.

"المناقب" لابن الجوزي ص ٢٩٤، "سير أعلام النبلاء" ١١/ ٢٣٠

قال أحمد بن محمد بن حماد المقرئ، عن علي بن الجهم أنه رأى بيد رجل من أهل الربض كتابا بخط أبي عبد اللَّه قال: فقلت له: من أين لك دفتر أحمد بن حنبل؟ فقال لي: يا أبا الحسن وتعرف خطه؟


(١) التِّلِّيسَة: وعاء يُسَوى من الخوص شبه قَفْعَة. "لسان العرب" مادة [تلس].

<<  <  ج: ص:  >  >>