قال محمد بن موسى: سمعت ابن نَيْزَك يقول: كنت أتبع أحمد ويحيى يمضون إلى سعدويه أو قال غيره، فاتخذ لهم -أراه قال: سعدويه قدَّم- طعامًا، فلما فطن أحمد بذلك قال: قد قرب وقت الصلاة وخرج فما جسر واحد منهم أن يكلمه، فجاء إلى سقاية فيها جب ماء، فأخرج فتيتا معه في خرقة، وأخذ كوزًا من الجب وجعل يستفه ويشرب عليه الماء، وصلى الظهر، ثم جاء فاستأذن ودخل، وقد طعموا وصلوا، فقعد يكتب.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٣٠٢
قال المرُّوذي: سمعت حميد بن الربيع الكوفي يقول: قال أبو عبد اللَّه يومًا لأصحاب الحديث: من منكم منزله في الكرخ؟
فقال له فتى: أنا يا أبا عبد اللَّه.
فقال له: تلبث فإن لنا حاجة، فأخرج أبو عبد اللَّه دراهم وقال: اشتر لنا بهذِه ورقًا حتى تجيءَ به معك إذا جئت. قال: فاشترى الفتى ورقا، وحشى في دسوت الورق دنانير وجاء به إلى أبي عبد اللَّه فأعطاه، وانقطع الفتى من المجيء، ففتح أبو عبد اللَّه الورق فجعلت الدنانير تتناثر، فجمعها وجعل يقول لأصحاب الحديث: من منكم يعرف الفتى الذي اشترى لي ورقًا؟ فقال له رجل: أنا أعرف منزله.
قال: فتلبث هاهنا فإن لي حاجة، وحمل أبو عبد اللَّه الدنانير ومضى معه، فلما صار إلى قطيعة الربيع إذا الفتى قاعد، فقال له الرجل: هذا صاحبك يا أبا عبد اللَّه، فقال له أبو عبد اللَّه: انصرف أنت. ثم جاء فسلم ووضع الدنانير في حجره وانصرف.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٣٠٣
قال المرُّوذي: أخبرت أن أبا بكر المستملي لما قدم بأبي عبد اللَّه من