الثغر خرج معه يخدمه قال: فنزلنا في بعض المنازل، فإذا بعض إخوانه قد أرسل إليه بمائة دينار وقال: تنفقها يا أبا عبد اللَّه في سفرك، فردها، فقال له: يا أبا عبد اللَّه أنا معيل ورجل من أهل الثغر فدعني آخذها.
قال: ويحك، إن عطيتهم أول مرة ليست مثل الثانية، فدعنا نكن في عزَّ. فردها ولم يقبلها.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٣٠٤
قال عبد اللَّه: دق علينا الباب ليلة دقًّا خفيفًا، ففتحت، فإذا إنسان قد وضع خوانًا كبيرًا عليه منديل أبيض وقال: خذ هذا ومَرّ مبادرًا، وكانت مائدة كبيرة، فأدخلتها فوضعتها قدام أبي فقال: أي شيء هذا؟ من منزل أبي محمد -يعني: فُوران؟ قلت: لا، قال: من أين؟ من جاء به؟
قلت: وضعه ومَرَّ، وإذا طعام سري فيه جامات حلواء، قد أنفق عليه دراهم كثيرة، فسكت ساعة يفكر، ثم قال: ابعث منه إلى منزل عمك، وصبيان صالح، وأَومأَ إلى الجارية والصبيان، وخذ أنت، قال عبد اللَّه: ثم علمت بعد من أين جاء. وكان قوم يهدون إليه فلا يصيب منه شيئًا، وكان عبدوس العطار ربما وجه إلينا بالشيء فلا يذوق منه.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٣٠٤
قال أبو حفص عمر بن سليمان المؤدب: صليت مع أحمد بن حنبل التراويح وكان يصلي به ابن عمير (١)، فلما أوتر رفع يديه إلى ثدييه، وما سمعنا من دعائه شيئًا ولا ممن كان في المسجد، وكان فيه سراج على الدرجة لم يكن فيه قنديل ولا حصير ولا خلوق.