كان أيام الغلاء يجيئني أبو عبد اللَّه بغزل ويستره أبيعه، فكنت ربما بعته بدرهم ونصف، وربما بعته بدرهمين فتخلف يومًا فلما جاء قلت: يا أبا عبد اللَّه لم تجئ أمس؟ فقال: أم صالح اعتلت، ودفع إلي غزلا فبعته بأربعة دراهم، فجئت بها فأنكر ذلك، وقال: لعلك زدت فيه من عندك؟ قلت: لا، ما زدت فيه من عندي كان غزلا دقيقًا.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٣١١
قال المروذي: رأيت أحمد بن عيسى المصري ومعه قوم من المحدثين دخلوا على أبي عبد اللَّه ونحن بالعسكر، فقال له أحمد بن عيسى: ما هذا الغم يا أبا عبد اللَّه؟ الإسلام حنيفية سمحة، بيت واسع. فنظر إليهم وكان مضطجعًا، فلما خرجوا، قال لي: انظر إلى هؤلاء ما أريد أن يدخل علي منهم أحد.
قال السري بن محمد، خال ولد صالح: جاء أحمد بن صالح يوضئ أبا عبد اللَّه يوما وقد بل أبو عبد اللَّه خرقة فألقاها على رأسه، فقال له أحمد بن صالح: يا جدي أنت محموم؟ قال أبو عبد اللَّه: وأنى لي بالحمى.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٣١٣
قال يوسف بن الضحاك: حدثني ابن جبلة قال: كنت على باب أحمد ابن حنبل والباب مجاف وأم ولده تكلمه وتقول له: أنا معك في ضيق، منزل صالح يأكلون ويفعلون ويفعلون، وهو يقول: قولي خيرا، وخرج الصبي معه فبكى فقال له: أي شيء تريد؟ فقال: زبيب، قال: اذهب فخذ من البقال بحبة.
قال ابن هانئ: قال لي أبو عبد اللَّه عند رجوعه تذهب إلى صاحب الحمام فتقول له حتى يخلي الحمام، فصرت إلى الحمامي فقلت له، فأخلاه له، فأتيت أبا عبد اللَّه فأخبرته بأنه قد أخلى الحمام، فقال أبو عبد اللَّه: هذِه خمسون سنة لم أدخل الحمام، يجوز أيضا أن لا أدخل الساعة،