للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأُعطي بها درهما ودانقين فلم يبعها وردها، فلما صرنا إلى القنطرة فإذا عبد اللَّه جالس في دكان ابن بختان، فدعا إسحاق وقال: أي شيء هذِه؟ لمن هذِه؟ فقلت: أعطتني أم علي أبيعها.

فقال: كم أعطيت بها؟ قال: درهما ودانقين.

فقال: بعنيها بدرهم ونصف. فأعطاه درهما ونصف وأخذها منه، فلما صار على أبي عبد اللَّه قالت أم علي: بكم بعتها؟ قال: بدرهم ونصف، فقالت: بس! ! فقال لها: أعطوني في السوق درهما ودانقين.

فقال أبو عبد اللَّه: يا إسحاق ممن بعتها؟

قلت له: من عبد اللَّه. فأخذ الثمن من أم علي وصاح علي وقال: مُر، رُدَّها، فخرج إسحاق يعدو حتى جاء إلى عبد اللَّه فقال له: ردها، فقد صاح علي أبوك. قال: ولما قلت له؟ فردها.

قال إسحاق: فقال لي أبو عبد اللَّه: مُرّ بها إلى السوق ولا تَمُرّ على عبد اللَّه، فبعتها من غريب بدرهم وثلث ثم جئت إلى أبي عبد اللَّه فقال: لعلك دفعتها إلى عبد اللَّه؟ قلت: لا، بعتها من رجل غريب.

"المناقب" لابن الجوزي ص ٣٣١

قال محمد بن عياش: أرسلني أبو عبد اللَّه فاشتريت له سمنا بقطعة، فجئت به على ورقة بقل، فأخذ السمن وأعطاني الورقة وقال: ردها.

"المناقب" لابن الجوزي ص ٣٣٣

قال محمد بن عبيد اللَّه المنادي: حدثني الصحنائي قال: أعطاني أحمد ابن حنبل قطعة أشتري له بها باقلاء على خبز مثرود، فجئته بباقلاء كثيرة فقال لي: هذا كثير؟ فقلت له: كان باقلانيان يبيعان. مضارة رخيصا.

فقال لي: رده عليه، وادفع إليه الخبز والباقلاء، ودع القطعة عليه وتعال، ففعلت.

"المناقب" لابن الجوزي ص ٣٣٣

<<  <  ج: ص:  >  >>