قال جعفر بن أبي هاشم: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ختمت القرآن في يوم، فعددت موضع الصبر فإذا هو نيف وتسعون.
"المناقب" ص ٣٥٩
قال أبو بكر محمد بن أبي عبد اللَّه: ثنا إبراهيم بن هانئ -وكان أبو عبد اللَّه حيث توارى من السلطان توارى عنده- فحكى أنه لم يَرَ أحدًا أقوى على الزهد والعبادة وجهد النفس من أبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل، قال: كان يصوم النهار ويعجل الإفطار، ثم يصلي بعد العشاء الآخرة ركعات، ثم ينام نومة خفيفة ثم يقوم فيتطهر ولا يزال يصلي حتى يطلع الفجر، ثم يوتر بركعة. وكان هذا دأبه طوال مقامه عندي، ما رأيته فَتَرَ ليلةً واحدة، وكنت لا أقوى معه على العبادة، وما رأيته مفطرًا إلا يومًا واحدًا أفطر واحتجم.
قال عبد اللَّه: رأيت أبي لما كبر وأَسَنَّ، اجتهد في قراءة القرآن وكثرة الصلاة بين الظهر والعصر، فإذا دخلت عليه انفتل من الصلاة، وربما تكلم وربما سكت، فإذا رأيت ذلك خرجت فيعود لصلاته، ورأيته وهو مختف أكثر ذلك يقرأ القرآن.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٣٦٠
قال أبو النصر إسماعيل بن عبد اللَّه العجلي: أتيت أبا عبد اللَّه آخر ما رأيته، فخرج فقعد في دهليز، فقلت: يا أبا عبد اللَّه كنت أراك تقف عن أشياء في الفقه بان لك فيها قولٌ؟
فقال: يا أبا النصر هذا زمان مبادرة، هذا زمان من عمل، وأخذ في نحو هذا من الكلام إلى أن قمنا.