رجل فقال: مات حماد بن زيد، ومات مالك بن أنس في تلك السنة. وكنا عند عبد الرزاق باليمن، فجاءَنا موت سفيان بن عُيَيْنَة، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد سنة ثمان وتسعين ومائة.
قال أبو عبد اللَّه: ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم أدركه وكان قدم فخرج إلى الثغر فلم أسمعه. وسمعت من سليمان بن حرب بالبصرة سنة أربع وتسعين، ومن أَبي النعمان عارم في تلك السنة، ومن أَبي عُمر الحَوْصْيّ أيضًا.
قال عبد اللَّه: قلت لأبي: ما لك لم ترحل إلى جرير كما رحل أصحابك لعلك كرهته؟ فقال: واللَّه يا بني ما كرهته وبودي أني رحلت إليه إنه كان إماما في الرواية. قلت: فما كان السبب؟ فقال: لو كان معي ثلاثون درهما لرحلت.
فقلت: ثلاثون درهما! فقال: لقد حججت في أقل من ثلاثين درهما.
"تاريخ دمشق" ٥/ ٢٦٦، "تهذيب الكمال" ١/ ٤٤٨
قال حنبل: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: حججت سنة سبع وثمانين وقد مات فضيل بن عياض قبل ذلك، قال: ورأيت ابن وهب بمكة ولم أكتب عنه.
"تاريخ دمشق" ٥/ ٢٦٦، "تهذيب الكمال" ١/ ٤٤٦
قال صالح: عزم أَبي على الخروج إلى مكة يقضي حجة الإسلام، ورافق يحيى بن مَعِين قد رآه وعرفه فخرج عبد الرزاق لما قضى طوافه فصلى خلف المقام ركعتين ثم جلس، فقضينا طوافنا وجئنا فصلينا خلف المقام ركعتين، فقام يحيى بن معين فجاءَ إلى عبد الرزاق فسلم عليه. وقال له: هذا أَحمد بن حنبل أخوك. فقال: حياه اللَّه وثبته، فإنه يبلغني عنه كل جميل. قال: نجيء إليك غدًا إن شاء اللَّه حتى نسمع ونكتب. قال: وقام عبد الرزاق فانصرف.
فقال أبي ليحيى بن مَعِين: لم أَخذت على الشيخ موعدًا؟