إذا غدا قلت الربيع قد غدا ... يا أحمد الخير الذي تحمَّدا
أشبهت سفيان الذي تعبَّدا ... ومسعرًا دانيته ومعضدا
أشبهتهم قناعة ومهتدى ... وعفة بنتَ بها ومقتدى
وكنت في هذا وذاك أوحدا ... سُميتَ في هذا وذاك المفردا
قد زلزلت أرض العراق كمدا ... والشام حزنا والحجاز أرعدا
يا أحمد بن حنبل لا تبعدا ... شيَّدت للدين بناء مرفدا
إذ كنت في الدِّين له مشيدا ... ولم ترد قصرًا بها ممردا
ولا حصانا كالعقاب أجردا ... ولا إماء كالسعالى نُهَّدا
ألبسن ريطا وحلين عسجدا ... فقمن يشبهن غصونا ميدا
إن المنيات توافي الموعدا ... تنزل بالنازل دنياه الردى
وحظه منها الذي تزوَّدا
قال: وأنشدني الهيضم لأبيه:
لتبك عيون مسبلات بوبلها ... على زينة الدنيا وعالم ألها
قليل عليه فاستقلا بكاكما ... على مستقل بالخطوب مقلها
إمام لأهل العلم تفري مطيهم ... إليه الفلا بين السديس وبزلها
فبان بيوم كان مقدار يومه ... وصار إلى دار البلى ومحلها
فتلك المطايا قد أُرحْنَ من السَّرى ... ومِن شدَّ اتساع الرحال وحلها
لمهلك ثاو كان مأوى رحالهم ... إذا ما أنيخت كل عيس برحلها
ليرو رميم تحت ردم من الثرى ... تصوب عليه البارقات بهطلها
ستحدث أحداث يقال لمثلها ... ألا مثله في مثلها عند مثلها
قال: وأنشدني الهيضم لأبيه:
للزاهدين مع الدموع دموعُ ... والعابدين لهم عليك خشوعُ
يبكون فقدك والجفون شفاؤها ... هَمَلاَنُها ورقادها ممنوعُ