للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم عين البلد اجترأ على غيرهم. فكان أبو عبد اللَّه إذا ذكرهم يغتم لذلك، فيقول: هم أول من ثلم هذِه الثلمة، وأفسد هذا الأمر.

قال حنبل: ثم خرجت إلى الكوفة إلى أبي نعيم، فحدثني أبي قال: ورد كتاب المأمون إلى إسحاق بن إبراهيم يأمره بإحضار أبي عبد اللَّه أحمد، وعبيد اللَّه بن عمر القواريري، والحسن بن حماد المعروف بسجادة، ومحمد بن نوح بأن يمتحنهم فوجه إليهم إسحاق بن إبراهيم عند أبي نعيم الفضل، فأخبرني أبو نعيم بقصة أبي عبد اللَّه، وأنه قد أخذوا من حضر للمحنة، فقدمت بعد ذلك، وقد أخرج أبو عبد اللَّه ولم أحضر خروجه إلى الرقة، وأخبرني أبي بعد قدومي من الكوفة، أن أبا عبد اللَّه أتاه رسول صاحب الربع عند غروب الشمس، فذهب به.

قال أبي: وذهبت معه فقال له صاحب الربع: إذا كان غدا فاحضر دار الأمير.

قال أبي: لما انصرفنا من عنده قلت لأبي عبد اللَّه: لو تواريت.

قال: كيف أتوارى؟ إن تواريت لم آمن عليك وعلى ولدي وولدك والجيران، ويلقى الناس بسببي المكروه، ولكني أنظر ما يكون.

فلما كان من الغد حضر أبو عبد اللَّه وهؤلاء المسمون معه، فأدخلوا إلى إسحاق فامتحنهم، فأبى أبو عبد اللَّه والقوم أن يجيبوا، وأجاب بعضهم: علي بن الجعد، وأبو معمر إسماعيل وغيرهم أجابوا فأطلقوا، والذين لم يجيبوا أمر بحبسهم جميعا.

قال: فسمعت أبا عبد اللَّه يقول: بعدما خرج من الحبس، قال: لما دخلنا على إسحاق بن إبراهيم قرأ علينا كتاب المأمون الذي كتب به إلى إسحاق تسمية رجل رجل، بنسبه ولقبه، وكان فيه: أما أحمد فذاك الصبي، وأما ابن نوح فذاك ما له ولهذا عليه بالغيبة، وأما فلان فالآكل أموال اليتامى،

<<  <  ج: ص:  >  >>