للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما فلان فكذا، وفلالن كذا، يسمي رجلًا رجلًا.

قال أبو عبد اللَّه: وكان في الكتاب، أقرأ عليهم: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.

قال أبو عبد اللَّه: فقلت: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١].

فقال لي إسحاق: ما أردت بهذا؟

قلت: كتاب، لم أزد في كتابه شيئا، كما وصف نفسه تبارك وتعالى.

ثم امتحن القواريري، فأبى أن يجيبه وامتنع، فأمر بحبسه وتقييده، وسجادة أيضا كذلك. فلما كان بعد ذلك بيوم أو يومين جاء بهما فأجاباه فخلا عنهما، فكان أبو عبد اللَّه بعد ذلك يقول: أليس قد حبسنا؟ أليس قد ضربنا قال اللَّه: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: ١٠٦]، ثم قال: القيد كره، والحبس كره، والضرب كره، فأما إذا لم ينل بمكروه فلا عذر له.

قال حنبل: قال أبي: ثم ورد كتاب المأمون إلى إسحاق بن إبراهيم: أن احمل إلي أحمد بن محمد بن حنبل، ومحمد بن نوح، فأخرجنا جميعا على بعير، ومحمد بن نوح -زميل أبي عبد اللَّه- فبلغني أن رجلًا سأل أبا عبد اللَّه، قال: يا أبا عبد اللَّه، إن عرضت على السيف تجيب؟ قال: لا أجيب. فقال: فسمعت أبا عبد اللَّه بعد ذلك يقول: لما وصلنا إلى الرحبة، وذلك في السحر، ونحن في خارج الرحبة، إذ سأل عني وتقدم إلى محمد بن نوح فقال له: ذاك أحمد بن حنبل، فدنا مني وسلم علي بكلام شدد به عزمي، ثم قال لي: يا أحمد، أو يا هذا، وما عليك أن تقتل هاهنا وتدخل الجنة هاهنا؟ ثم سلم وذهب. فجعلت أنظر إليه في أثرة، حتى غاب، فسألت عن أمره، فقيل لي: رجل من العرب من ربيعة، مسكنه البادية، متخل عن الدنيا، يعمل الصوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>