للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال له ابن أبي دؤاد: وأنت لا تقول إلا بما كان عن رسول اللَّه وفي كتاب اللَّه! يا أحمد، واللَّه ما هو القتل بالسيف، يا أحمد، إنما هو ضرب بعد ضرب، ثم قام ابن أبي دؤاد، فالتفت إلي، فقال لي: كلمه.

فقلت له: تنح حتى أكلمه، إنه واللَّه ليس السيف، الأمر أدهى من ذلك. فقام وأمر به فأخرج، وذلك في اليوم الثالث من مناظرته، فقال لي أبي: فخرجت، مع أبي عبد اللَّه، فلما صرنا في الدار، قلت لابن أبي دؤاد: مر البواب ألا يعرض لي، فالتفت ابن أبي دؤاد إلى ابن دنقش، فقال: هذا مالكم وله؟ هذا محبوس، هذا ماله ولهذا الأمر.

ثم التفت أبو عبد اللَّه إلي، فقال لي: يا عمي، أين تذهب؟ انتظر حتى ننظر ما يكون من أمري.

فقلت له: وأين أذهب؟ أنا هاهنا قاعد، يقول: وإنما أردت ألا يكون علي سبيل، وأراد أبو عبد اللَّه يقول: لعله القتل، فأكون بالحضرة فأحمله، لأنه أُعلم أنهم أجمعوا على قتله.

قال أبي: فجلست عند الستر، وجاء عبد الرحمن فجلس إلى جنبي، وأدخل أبو عبد اللَّه، فقال عبد الرحمن: سألني أمير المؤمنين أمس، فقال: عمه -يعني: عم أبي عبد اللَّه- في أي الرجال هو؟

قلت: يا أمير المؤمنين، من أدبه زهيبته كذا وكذا، وهم يا أمير المؤمنين أهل بيت لهم قدر وقديم، فإن سألك أمير المؤمنين عن شيء فلا تخالفه.

قال أبي: فورد علي أمر أنساني أمر ابن أخي، وصرت، أفكر في أمري وما قد بليت، ففرج اللَّه ولم أدخل عليه، وجاء النوفلي فجلس، فقال لأصحاب ابن أبي دؤاد: هذا الجاهل -يعني: أبا عبد اللَّه- يقول: العلم، وما العلم والقرآن!

قال أبي: فسكت، فلم أجب أحدا منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>