للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال حنبل: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: لما احتج علي عبد الرحمن بابن عرعرة واليمامي، قطعني، فسكت.

فقال برغوث: يا أمير المؤمنين، كافر حلال الدم اضرب عنقه، ودمه في عنقي. وقال شعيب كذلك أيضا.

فقلت: أعلا دمي، فلم يلتفت إلى قولهما. قال: وسمعت أبا عبد اللَّه أيضا يقول: أما برغوث وشعيب فإنهما تعللا قتلي، وقالا له: يا أمير المؤمنين، اضرب عنقه ودمه في أعناقنا، ولم يكن في القوم أشد تكفيرا ولا أخبث منهما، وأما ابن سماعة فجعل يكلمني بكلام رقيق، وقال له ابن سماعة: يا أمير المؤمنين إنه في أهل بيت شرف، ولهم قديم، ولعله يصير إلى الذي يحبه أمير المؤمنين. فكأنه رق عند ذلك.

وكان أبو إسحاق ألين علي، قال لي: أنا عليك شفيق، لقد أسهرت ليلي، كيف بليت بك؟ ويحك، أتق اللَّه في نفسك وفي دمك.

قال أبو عبد اللَّه: وكان إذا كلمني ابن أبي دؤاد لم أجبه ولم ألتفت إلى كلامه، وإذا كلمني أبو إسحاق ألنت له القول والكلام، فلم يكن لهم علي حجة. فقال لي أبو إسحاق في اليوم الثالث: أجبني يا أحمد إلى ما أدعوك إليه، قد بلغني أنك تحب الرياسة. وذلك لما أوغروا قلبه علي وأعطوه العشوة، ثم قال لي: إن أجبتني إلى ما يكون فيه خلاص لك، أطلقت عنك ولآتينك في حشمي وموالي، ولأطأن بساطك ولأنوهن باسمك يا أحمد، اللَّه اللَّه في نفسك.

قلت له: يا أمير المؤمنين، هذا القرآن، وأحاديث الرسول صلى اللَّه عليه وسلم، وأخباره فما وضح علي من حجة صرت إليها.

قال: فيتكلم هذا ويتكلم هذا، وهم جماعة كبيرة، فأرد على هذا وأكلم هذا، فإذا تكلم بشيء من الكلام مما ليس في كتاب اللَّه ولا سنة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-

<<  <  ج: ص:  >  >>