للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين".

فشعار المبتدعة ترك الآثار، وشعار أهل السنة مثل ما قال محمد بن سيرين - رحمه الله -: (كانوا يرون أنهم على الطريق ما كانوا على الأثر) .

ولذلك فإن أهل السنة أتباع الحق والهدى، يسمون أهل الحديث تارة، وأهل الأثر تارة، كما قال هارون الرشيد: (طلبت أربعة فوجدتها في أربعة: طلبت الكفر فوجدته في الجهمية، وطلبت الكلام والشغب فوجدته في المعتزلة، وطلبت الكذب فوجدته في الرافضة، وطلبت الحق فوجدته مع أصحاب الحديث".

فانظر كيف فرق بين اتباع الهدى أصحاب الاتباع، وأتباع الردى ذوي الابتداع؛ لأن الله عصم أولئك بمسلكهم خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما قال وكيع بن الجراح: (لو أن الرجل لم يصب في الحديث شيئاً إلا أن يمنعه من الهوى كان قد أصاب فيه) .

وأساس علوم الإسلام كتاب الله وسنة رسوله، وقد أخبر المصطفى - عليه السلام - عن ذهاب العلم فقال: ".. إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن قبض العلم قبض العلماء، فإذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فيسألون، فافتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) .

<<  <  ج: ص:  >  >>