كالامتناع عن اللحم والماء والخبز تديناً وقربة، وكذلك الامتناع عن الكلام.
قال شيخ الإسلام:( ... فأما الصمت الدائم فبدعة منهي عنها، وكذلك الامتناع عن أكل الخبز واللحم وشرب الماء، فذلك من البدع المذمومة أيضاً) .
وقال: ( ... وإن كان خالصاً في نيته لكنه يتعبد بغير العبادات المشروعة مثل الذي يصمت دائماً أو يقوم في الشمس أو على السطح دائماً، أو يتعرى من الثياب دائماً ويلازم لبس الصوف أو لبس الليف ونحوه، أو يغطي وجهه أو يمتنع عن أكل الخبز أو اللحم، أو شرب الماء ونحو ذلك، كانت هذه العبادات باطلة ومردودة، كما ثبت في الصحيح عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، وقال:(.. والصمت وملازمة لبس الصوف والتعري والقيام في الشمس، أو لبس الليف أو أن يغطي وجهه ويمتنع من أكل الخبز واللحم أو شرب الماء ونحوه، كله بدعة مردودة ليست من الدين) .
وقال ابن القيم - عند حديثه عن تحير المبتدعة بين الفعل والترك: (وأن بعضهم يتعبد بترك ما له فعله كترك كثير من المباحات ويظن ذلك حقاً عليه، أو يتعبد بفعل ما له تركه ويظن ذلك حقاً عليه.
ومثال الأول: ممن يتعبد بترك النكاح، أو ترك اللحم أو الفاكهة مثلاً، أو الطيبات من المطاعم والملابس ويرى - لجهله - أن ذلك مما عليه، فيوجب على نفسه تركه، أو يرى تركه من أفضل القرب وأجل الطاعات وقد أنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على من زعم ذلك، ثم ذكر ابن القيم حديث الثلاثة الذين