ومن بدعهم أنهم قالوا عن كلام الله - سبحانه وتعالى - بأنه حروف وأصوات حادثة في ذاته بعد أن لم يكن متكلماً، فهم وإن قالوا بأن الله يتكلم بمشيئته وقدرته - وهذا حق - إلا أنه يمتنع عندهم أنه كان في الأزل متكلماً بمشيئته وقدرته.
ومن بدع محمد بن كرام قوله:(الإيمان هو نطق اللسان بالتوحيد مجرد عن عقد قلب وعمل جوارح) .
وهذا هو عين قول المرجئة، بل إن ابن كرام قال الإيمان قول باللسان، وإن اعتقد الكفر بقلبه فهو مؤمن، فعليه يكون المنافق مؤمناً.
ومما ابتدعته الكرامية قولهم:(إن النبي تجوز منه الكبائر سوى الكذب) .
وقد نسب إلى ابن كرام تجويز وضع الأحاديث على الرسول - عليه السلام -.
[(ج) أبو الحسن الأشعري:]
علي بن إسماعيل بن إسحاق، يصل نسبه إلى الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري، ولد سنة ستين ومائتين للهجرة وتوفي سنة ٣٢٤هـ وقيل ٣٣٠هـ وقيل بعد ذلك.
دخل بغداد، وتعلم الحديث بها على زكريا بن يحيى الساجي، وروى عنه جماعة، وتعلم الكلام من زوج أمه: أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة في زمانه،