٤- أخذ أهل السلطة بها أو سكوتهم عنها: أما أخذ السلطة بالبدعة، وكونه سبباً في انتشارها، فيؤكده ما ذكرناه سابقاً عند الحديث عن المعتزلة، وكيف أنهم استطاعوا من خلال التأثير على خلفاء بني العباس، أن ينشروا بدعهم ويرغموا الناس على الأخذ بها، واعتقاها، وكثير من البدع انتشرت تحت وطأة الرغبة أو الرهبة من الحاكمين أو المتسلطين.
كما انتشرت بدع الخوارج في خراسان، وبدع القرامطة في البحرين، وبدع الشيعة في اليمن وإيران.
قال اللالكائي:(.. ومقالة أهل البدع لم تظهر إلا بسلطان قاهر أو بشيطان معاند فاجر، يضل الناس خفياً ببدعته، أو يقهر ذاك بسيفه وسوطه أو يستميله بماله ليضله عن سبيل اللهن حمية لبدعته وذباً عن ضلالتهن ليرد المسلمين على أعقابهم ويفتنهم عن أديانهم..) .
أم السكوت عن المبتدعة الدعاة، فإنه سبب من اسباب انتشار البدع، سواء كان السكوت من العلماء أو الولاة.
ومن الأسباب:
٥- كون المبتدع من ذوي الفصاحة والبيان: وقد قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان لسحراً".
وهكذا كان حال المعتزلة فما من طبقة من طبقاتهم إلا وفيها فصحاء بلغاء كواصل بن عطاء، وأبي الهذيل العلاف، ومن البيان الذي يعتمد عليه أهل البدع