وقوله:((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ً مما قضيت ويسلموا تسليما ً)) .
وإذا كان كل من أملى عليه نظره أو ذوقه شيئاً أصبح أمة ً وحده، ومن الأخيار فليس هناك مبتدع على وجه الأرض.
فهذا القول من أعظم المحادَّة لله ولرسوله، كما قال تعالى:((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)) .
وهذا القول مطابق لاعتقادات محي الدين بن عربي الضالة الزائفة، فقد سوغ لنفسه أن يتبع ما يعطيه نظره، وما يملي عليه هواه، حتى تردى في هوة وحدة الوجود، وكفر بالإله المعبود، فكان - كما قضى بذلك علماء الأمة - أمة وحده، ولكن في الكفر والزندقة، إمامه الشيطان، وإلهه هواه، فنسأل الله العفو والعافية.
أما استدلاله بقوله صلى الله عليه وسلم فسيأتي تفنيده في نهاية هذا الفصل عند الكلام عن شُبه محسني البدع والرد عليها.
[٦- قول القاضي أبي بكر بن العربي في شرحه للترمذي، عند قوله صلى الله عليه وسلم:((وإياكم ومحدثات الأمور)) :]
قال:( ... وليس المحدث والبدعة مذموماً للفظ محدث وبدعة، ولا لمعناها فقد قال الله تعالى: (ما يأتيهم من ذكر ٍ من ربهم محدث)) ، وقال عمر:((نعمت البدعة هذه)) .
وإنما يذم من البدعة ما خالف السنة، ويذم من المحدثات ما دعا إلى ضلالة) .