للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨. قوله عند الكلام عن الحكم بالتكفير أو عدمه للفرق الهالكة: (وإذا قلنا بعدم التكفير, فيحتمل على مذهب أهل السنة أمرين: أحدهما: نفوذ الوعيد من غير غفران, ويدل على ذلك ظواهر الأحاديث, وقوله هنا (كلها في النار) أي مستقرة ثابتة فيها, فإن قيل: ليس إنفاذ الوعيد بمذهب أهل السنة, قيل: بلى قد قال به طائفة منهم.....) .

ونسبة إنفاذ الوعيد من غير غفران في ما دون الشرك إلى بعض أهل السنة نسبة غير صحيحة, بل أهل السنة مجمعون على أن ما دون الشرك من الذنوب والمعاصي والبدع, إذا مات صاحبها عليها من غير توبة, فهو في مشيئة الله, إن شاء عذبه, وإن شاء غفر له, ولا يقولون بتخليد مؤمن في النار.

٩. قوله في مسألة التقبيح والتحسين العقليين يقول الأشاعرة.

وقد سبق الإشارة إلى هذا المسألة عند الكلام عن كتاب البدعة وأثرها السيئ في الأمة لسليم الهلالي, وسيأتي الكلام عليها مفصلاً في الفصل الخامس من الباب الثاني, وهذه المأخذ مغمورة في بحر فوائد ومنافع هذا المصنف النادر, ومستورة برداء فضائل ومحاسن مؤلفه-رحمه الله- والمنصف من اغتفر قليل خطأ في كثير صوابه, وكما قال الذهبي-رحمه الله-: (إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق, واتسع علمه, وظهر ذكاؤه, وعرف صلاحه وورعه وإتباعه, يغفر له زلله ,ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه, نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه, ونرجو له التوبة من ذلك) .

ولست أخص بهذا المعنى الإمام الشاطبي, بل كل من قدمت لمؤلفه دراسة أو نقداً في هذه العجالة, وحتى الذي تجنى على الشاطبي وقال فيه: (وكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>