للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحدة»، قال الصحابة: مَنْ هي يا رسول الله؟ قال: «مَنْ كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» (١)، رواه البخاري ومسلم (٢).

والذي عليه النبي وأصحابه: هو اعتقاد معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله، والعمل به بدعاء الله وحده، والذبح والنذر لله وحده، والاستغاثة والاستعانة والاستعاذة بالله وحده، واعتقاد النفع والضر فيه وحده، وأداء أركان الإسلام بإخلاص له سبحانه والتصديق بملائكته وكتبه ورسله، والبعث والحساب، والجنة والنار، وبالقدر خيره وشره كله من الله تعالى، وتحكيم القرآن والسنة في شتى المجالات، والرضا بحكمهما، وموالاة أولياء الله، ومعاداة أعدائه، والدعوة إليه، والجهاد في سبيله، والاجتماع على ذلك، والسمع والطاعة لولي الأمر المسلم إذا أمر بالمعروف، وقول كلمة الحق أينما كانوا، ومحبة أزواج النبي وآله وتوليهم، ومحبة أصحاب رسول الله وتقديمهم على قدر فضلهم، والترضي عنهم جميعًا، والكف عما شجر بينهم، وعدم التصديق بقدح المنافقين في بعضهم، ذلك القدح


(١) أخرجه الترمذي (٢٦٤١)، والأصبهاني في الحجة (٢٤) -واللفظ له- عن عبد الله بن عمرو . وهذا الحديث له شواهد عديدة، وطرق كثيرة بألفاظ متقاربة كما في تخريج أحاديث الكشّاف (١/ ٤٤٧ رقم ٤٥٥)، والصحيحة (٢٠٣، ٢٠٤، ١٤٩٢) وقال الحاكم في المستدرك (١٠): «هذا حديث كَثُر في الأصول». وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٣/ ٣٤٥): «الحديث صحيح مشهور في السنن والمساند».
(٢) لم نجده في البخاري ولا في مسلم، ولعل المصنف ذهب ذهنه لحديث الطائفة المنصورة كما ذكر شيخنا حفظه الله في التعليق.

<<  <   >  >>