للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المجتمع بأَسْرِه (١)، وفي الوقت نفسه يستحسنون قتل الأبرياء من أجل أغراضهم الظالمة.

[التعليق]

نبه الشيخ ، وتغمده بالرحمة- إلى حكمة الشريعة المنزلة من الحكيم العليم؛ قال تعالى: ﴿تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٢)[فصلت]، فشريعة الإسلام بما تضمنته فيها غاية الخير وتحقيق المصالح ودرء المفاسد، وفي الحكم بغيرها نشر الشر والفساد؛ قال تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ﴾؛ فحكم الله هو أحسن الأحكام: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠)[المائدة]، لكن لا يحكِّم أحكام الله إلا الموقنون به المؤمنون بحكمته الراضون عن تشريعه؛ قال تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٦٥)[النساء]، ففي إقامة شريعة الله سعادة الدنيا والآخرة وصلاح الدنيا والآخرة، وفي مجانبتها الشقاء؛ قال تعالى: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعَا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ١٢٣*** … ﴾ [طه] الآيات، قال ابن عباس: «تكفَّل الله لمن قرأ القرآن وعمل به أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة» (٢).


(١) قال المصنف في الحاشية: «وهذا أولى من قطع العضو المريض الفاسد باختيار المريض وأهله لسلامة جسده».
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره (١٦/ ١٩١) بنحوه.

<<  <   >  >>