قوله:(حرية الرأي: وأعطى الله الحرية في الرأي في الإسلام … ) إلى آخره: مقصود الشيخ الرد على مَنْ يدعو إلى حرية الرأي وحرية الكلمة كما يقولون، ومضمون هذا الكلام أنَّ لكل أحد أن يقول ما شاء، وهذا فساد عريض لا يصح في عقل ولا شرع؛ فاعتماد هذا المنهج لو سُمح بذلك لحصل الفساد العريض من طعن الناس بعضهم ببعض، ومن الجرأة على حدود الله وحرماته، فالشيخ يقول إنّه يجب أن تكون الحرية مقيدة بشرع الله؛ فما لا يخالف شرع الله من الرأي فهو محترم، وما خالفه فلا حرمة له، ومما يوضح الأمر في هذا المقام: أن الله أعطى الإنسان سمعًا وبصرًا وعقلًا، والأصل في الأشياء الإباحة (١)؛ فلا حرام إلا ما حرَّم الله، ومن ذلك أقوال الإنسان وأفعاله، فلا حرام إلا ما حرم الله ورسوله، وبناء على هذا فلا يحجر على الإنسان أن يقول أو يفعل إلا بدليل يوجب الحَجْر عليه، وبهذا تبطل الدعوة إلى حرية الرأي المطلقة بلا قيود ولا حدود فإن هذه الحرية تؤول إلى الفوضى، ولا ينادي بهذه الحرية إلا من له أهداف يريد الوصول إليها؛ فعُلِم بذلك بطلان هذه الدعوة لأنها مناقضة للعقل والشرع.
قوله:(حرية الشخصية … ) إلى آخره: القول في الحرية الشخصية يشبه القول في حرية الرأي بأنها باطلة، وتفضي إلى فساد عريض، ويتبين