للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصفوه بصفات الكمال التي وصف بها نفسه، ووصفه بها رسوله كما تقدَّم بيانه.

ثالثًا: في الرابطة بين الناس:

أمر اللهُ المسلمَ أن يكون إنسانًا صالحًا يسعى لإنقاذ البشرية من ظلام الكفر إلى نور الإسلام، ولهذا قمتُ بتأليف هذا الكتاب ونشره تأدية لبعض الواجب.

وأمر الله أن تكون الرابطة التي تربط المسلم بغيره هي رابطة الإيمان بالله؛ فيحب عباد الله الصالحين المطيعين لله ولرسوله ولو كانوا من أبعد الناس، ويبغض الكفار بالله والعصاة لله ولرسوله ولو كانوا أقرب الناس، وهذه هي الرابطة التي تجمع بين المفترقين وتؤلف بين المختلفين بخلاف رابطة النسب والوطن والمصالح المادية، فإنها سرعان ما تنفصم.

قال الله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ [المجادلة: ٢٢]. وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: ١٣]. يخبر الله سبحانه في الآية الأولى أنَّ المؤمن بالله لا يحب أعداء الله وإن كانوا أقرب الناس، ويخبر في الآية الثانية أنَّ أكرم الناس عنده المحبوب لديه: هو المطيع له من أي جنس كان ومن أي لون.

<<  <   >  >>