للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٨] الآية، فكلها تسجد لله، وقال تعالى: ﴿لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (٣٧)[فصلت].

* * *

البرهان الثاني: أنَّه خلق الذكر والأنثى: فوجود الإناث والذكور دليل على الله.

البرهان الثالث: اختلاف الألسن والألوان: فلا يوجد اثنان صوتهما واحدٌ، أو لونهما واحدٌ؛ بل لا بدَّ من فرقٍ بينهما.

البرهان الرابع: اختلاف الحظوظ: فهذا غني، وهذا فقير، وهذا رئيس، وهذا مرؤوس، في حين أنَّ كلًّا منهم صاحب عقلٍ وفكرٍ وعلمٍ، وحرصٍ على ما لم يتحصل عليه من الغنى والشرف والزوجة الحسناء، ولكن لا يقدر أحدٌ أن ينال سوى الذي قدَّره الله له؛ وذلك لحكمة عظيمة أرادها الله سبحانه؛ وهي اختبار الناس بعضهم ببعض، وخدمة بعضهم البعض الآخر؛ حتى لا تضيع مصالحهم جميعًا.

والذي لم يقدِّر الله له حظًّا في الدنيا، أخبر الله تعالى أنَّه يَدَّخر له حظَّه زيادة في نعيمه في الجنة إذا مات على الإيمان بالله، مع أنَّ الله منح الفقير مزايا يتمتع بها نفسيًّا وصحيًّا في الغالب لا توجد عند كثير من الأغنياء، وهذا من حكمة الله وعدله.

<<  <   >  >>