للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشأن، ونبَّه على آيات كثيرة في بدن الإنسان، ومن ذلك الشَّعر (١)، فالشعر الذي ينبت في بدن الإنسان كيف كان توزيعه، فللرأس منه نصيبٌ أوفر، ثم ذكر مواضع الشَّعر في البدن، ومناسبة كل شعر لموضعه؛ كالحاجبين وأهداب العينين والعارضين والذقن والعانة، وكل ذلك من آيات الله الدالة على قدرته وحكمته ورحمته، فهذا كله مما يدخل في عموم قوله تعالى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٢١)﴾.

* * *

البرهان الثامن: ينزِّل الله المطر على الأرض الميتة فتنبت النبات والأشجار المختلفة في أشكالها وألوانها، ومنافعها وطعمها، وهذا قليل من مئات البراهين التي ذكرها الله تعالى في القرآن، والتي أخبر أنَّها أدلة قائمة تدل على وجوده سبحانه وعلى أنَّه الخالق المدبِّر لجميع الكائنات.

البرهان التاسع: الفطرة التي فطر الله الناس عليها، تؤمن بوجود الله خالقها ومدبِّرها، ومَن أنكر ذلك فإنما يغالط نفسه ويُشْقِيها، فالشيوعي مثلًا يعيش في هذه الحياة تَعِسًا، ومصيره بعد الموت إلى النار، جزاء تكذيبه بربه الذي خلقه من العدم (٢)، وربّاه بالنعم إلا إن تاب إلى الله وآمن به وبدينه ورسوله.


(١) ينظر: التبيان في أقسام القرآن (ص ٤٧٠).
(٢) تقدَّم أن الصواب أن يُقال: «بعد العدم». تنظر: (ص ٢١).

<<  <   >  >>