للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث: «الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه» (١)، وقد نبه الشيخ على أمر مهم، وهو أنه ليس المقصود من القتال الاستغلال بل الإصلاح والإحسان، وأي إحسان أعظم من إخراج الكفار من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد؛ فرحم الله الشيخ، وجزاه خيرًا.

قوله: (فأَمْرُ الله هذا للمسلم … ) إلى آخره: يريد أنَّ الله أَمَرَ المسلم فيما شرع له أن يكون صالحًا مصلحًا محسنًا، وبهذا يكون مباركًا على كل من يتصل به.

قوله: (مواطنًا صالحًا فقط): يريد أن هذه الأنظمة في الدول الكافرة لا يريدون أن يكون الإنسان صالحًا في خلقه ودينه، بل مهتمًا بمصالح وطنه الاجتماعية والاقتصادية والصحية؛ ولهذا سَمَّوه مواطنًا لكون مصلحة الوطن أكبر همه.

* * *


(١) أخرجه أبو عبيد في الأموال (٣٢٧)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٥٢٦٧) -واللفظ له-، وابن حزم في المحلى (٧/ ٣١٤) عن ابن عباس موقوفًا. وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم -ولم يعيِّن قائله- في كتاب الجنائز، «بابٌ: إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه … »، عند حديث (١٣٥٤)، وصححه ابن حجر في فتح الباري (٩/ ٤٢١)، وتغليق التعليق (٢/ ٤٩٠).
وأخرجه الرُّوياني (٧٨٣)، والدارقطني (٣٦٢٠)، والبيهقي (١٢٢٨٣) عن عائذ بن عمرو مرفوعًا، والمرفوع روي أيضًا من حديث عمر بن الخطاب، ومعاذ بن جبل، وقال الألباني: «وجملة القول: أنَّ الحديث حسن مرفوعًا بمجموع طريقي عائذ ومعاذ، وصحيح موقوفًا». وينظر: نصب الراية (٣/ ٢١٣)، وإرواء الغليل (١٢٦٨).

<<  <   >  >>