للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا أعلن جميع الأنبياء إسلامهم لله، وأعلنوا براءتهم ممن لا يسلم، فمن أراد من اليهود والنصارى النجاة والسعادة فليدخل في الإسلام، وليتبع رسول الإسلام محمدًا ، حتى يكون تابعًا حقًّا لموسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام، لأنَّ موسى وعيسى ومحمدًا وجميع رسل الله مسلمون دعوا جميعًا إلى الإسلام؛ لأنه دين الله الذي بعثهم به، ولا يصح لأحد ممن وُجد بعد بعثة خاتم المرسلين محمد إلى نهاية الدنيا، لا يصح له أن يسمي نفسه مسلمًا لله، ولا يقبل الله منه هذا الادعاء إلا إذا آمن بمحمد رسولًا من عند الله، واتبعه، وعمل بالقرآن الذي أنزله الله عليه.

قال الله تعالى في القرآن العظيم: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١)[آل عمران].

[المعنى الإجمالي للآية]

يأمر الله رسوله محمدًا أن يقول لمن يدعي محبة الله: إن كنتم تحبون الله حقًّا فاتبعوني يحببكم الله، فإنَّ الله لا يحبكم ولا يغفر لكم ذنوبكم، إلا إذا آمنتم برسوله محمد واتبعتموه.

وهذا الإسلام الذي بعث الله به رسوله محمدًا إلى الناس جميعًا هو الإسلام الكامل الشامل السمح، الذي كمَّله الله ورضيه لعباده دينًا، لا يقبل منهم دينًا غيره، وهو الذي بشَّر به الأنبياء وآمنوا به، قال الله تعالى في القرآن العظيم: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: ٣].

<<  <   >  >>