الذي قصدوا به تفريق المسلمين، وانخدع به بعض علمائهم ومؤرخيهم فأثبتوه في كتبهم عن حسن نية، وهذا خطأ.
والذين يدَّعون أنهم من آل البيت، ويُسمون بالسادة، عليهم أن يتأكدوا من صحة نَسبهم؛ لأنَّ الله لعن مَنْ انتسب إلى غير أبيه (١)، فإذا ثبت نَسبهم فعليهم أن يقتدوا بالرسول وآله في إخلاص التوحيد لله، وترك المعاصي، وعدم الرضا بانحناء الناس لهم، وتقبيل ركبهم وأقدامهم، وأن لا يتميزوا عن إخوانهم المسلمين بزي خاص؛ لأنَّ ذلك كله مخالف لما عليه الرسول، وهو منه بريء، والأكرم عند الله الأتقى، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليمًا.
[التعليق]
هذه الجملة شرح فيها الشيخ ﵀ مذهب أهل السنة والجماعة أخذًا من قوله ﵊ لما قيل له: مَنْ الفرقة الناجية؟ قال:«مَنْ كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي»، فأهل السنة والجماعة هم الذين اقتفوا آثار الصحابة رضوان الله عليهم وتحرَّوا سنة رسول الله بأقواله وأفعاله، وآمنوا بكل ما أخبر به من أسماء الله وصفاته، وما أخبر به عن اليوم الآخر، وقاموا بالحقوق: بحق النبي ﷺ إيمانًا ومحبةً وتوقيرًا
(١) أخرج مسلم (١٣٧٠) عن علي بن أبي طالب ﵁ مرفوعًا: «ومن ادَّعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين»، وهو في البخاري (٧٣٠٠) دون محل الشاهد.