للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أصول الإيمان: الإيمان بالقدر كما ذكر الشيخ، وهو الأصل السادس في جواب النبي لما سأله جبريل عن الإيمان فذكر أصول الإيمان الخمسة المذكورة في الآيتين ثم قال: «وتؤمن بالقدر خيره وشره» (١): وهو الإيمان بأنَّ الله علم الأشياء قبل أن تكون بعلمه القديم وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه خالق كل شيء.

يقول أهل العلم (٢): مراتب الإيمان بالقدر أربعة: الأول: الإيمان بعلم الله القديم، والثاني: الإيمان بكتابة الأقدار في اللوح، والثالث: الإيمان بعموم المشيئة، والرابع: الإيمان بعموم الخلق والقدرة، وذلك أن نؤمن بأن الله خالق كل شيء، وأنه على كل شيء قدير، وثمرة الإيمان بالقدر أن يعلم الإنسان أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، كما يجب على العبد الرضا بقدر الله وتدبيره؛ لأنه تعالى حكيم عدل لا يظلم مثقال ذرة.

قوله: (وأنَّ الناس بعد بعثته كلهم أمة له حتى اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الديانات الأخرى): لفظة «أمة محمد» تطلق إطلاقين: تارة يراد بها جميع الناس، وهؤلاء يقول أهل العلم: إنهم أمة الدعوة؛


(١) أخرجه مسلم (٨) عن عمر . وأخرجه البخاري (٥٠)، ومسلم (٩) عن أبي هريرة مختصرًا، وليس فيه محل الشاهد.
(٢) ينظر: الواسطية بشرح شيخنا (ص ٢٢٧)، وشفاء العليل (١/ ١٠٠).

<<  <   >  >>