للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ١٢٠﴾ [هود]. وخصَّ الشيخُ النبيَّ بتعريف خاص؛ لأنَّ ما يجب علينا لنبينا أعظم مما يجب علينا لسائر الرسل؛ فرسالته خاصة بنا، فيجب له من الإيمان به ومحبته وتعظيمه فوق ما يجب لغيره من النبيين والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ولا سيما أنه سيد ولد آدم (١) فهو أفضل المرسلين وخاتم النبيين .

وكذلك القرآن، يجب الإيمان بكتب الله كلها، ولكن للقرآن خصوصية؛ لأنه منزَّل على نبينا ونحن مكلَّفون بما فيه، فالتوراة والإنجيل نؤمن بها لكن لا نعمل بها؛ لأنها منسوخة، أما القرآن فإنه يجب علينا الإيمان والعمل به.

وكذلك من أصول الإيمان: الإيمان بالبعث؛ اليوم الآخر، كما جاء في الحديث، وكما جاء في القرآن: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [النساء: ١٣٦]، وقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّنَ﴾ [البقرة: ١٧٧]، فأصول الإيمان ذُكرت في آية: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٢٨٥)[البقرة].


(١) أخرجه مسلم (٢٢٧٨) عن أبي هريرة .

<<  <   >  >>