للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: (وصفة الإحرام … ) إلى آخره: المراد بالإحرام: نية الدخول في النسك، فمَن نوى الدخول في النسك فإنه يُلبِّي فيصير محرمًا، كما يدخل المصلي في الصلاة بتكبيرة الإحرام، وليس كما يظن الجهال؛ أن الإحرام لبس الإزار والرداء، بل الاغتسال ولبس الإزار والرداء ما هو إلا استعداد لعقد نية النُّسك. وسُمي الدخول في النُّسك إحرامًا؛ لأنه يتضمن الدخول في تحريم المحرمات في الإحرام، وهي المحظورات التسعة التي ذكرها الفقهاء (١).

قوله: (المحب): المراد به الحجر الأسود، يسميه بعض العامة «المحب»؛ لأنه يُقبَّل. وليس للطواف دعاءٌ مخصوص؛ بل يذكر اللهَ ويدعو بما تيسر له (٢).

قوله: (لكنَّ الحلق أفضل ثلاث مرات): يريد أن الحلق أفضل من التقصير ثلاث مرات؛ لأن الرسول لما دعا؛ قال: «اللهم ارحم المحلقين»، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ فأعادها ثلاثًا، ثم قال في الثالثة: «والمقصرين» (٣).


(١) ينظر: كشّاف القناع (٦/ ١١٩).
(٢) إلا بين الركنيين فإنه يقول ما ورد: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» كما تقدم في حاشية المصنف ؛ لما أخرج أحمد (١٥٣٩٨)، وأبو داود (١٨٩٢) -واللفظ له-، عن عبد الله بن السائب قال: سمعتُ رسولَ الله يقول ما بين الرُّكْنينِ: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار». والحديث صححه ابن خزيمة (٢٧٢١)، وابن حبان (٣٨٢٦). وينظر: صحيح سنن أبي داود (١٦٥٣).
(٣) أخرجه البخاري (١٧٢٧)، ومسلم (١٣٠١) عن ابن عمر .

<<  <   >  >>