للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحذرهم عقابه الأليم إذا عصوه في هذه الحياة وخالفوا أمره، فصار ذلك أكبر زاجر للمؤمنين بالله يمنعهم من الوقوع في معاصيه، فيتركون الجرائم والمخالفات خوفًا من الله تعالى.

أما الذي لا يخاف الله، ويرتكب المعاصي إذا قدر عليها فقد جعل الله له حدًّا يردعه في هذه الحياة، وهو أَمْرُ الله المسلمين أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر؛ فيشعر كل مسلم أنه مسؤول أمام الله عن كل خطيئة يرى غيره يفعلها، حتى ينهاه عن فعلها بلسانه إذا لم يقدر على منعه بيده، وأمر الله ولي أمر المسلمين أن يقيم حدود الله على المخالفين، وهي عقوبات على قدر جرائم أصحابها، بيَّنها الله تعالى في القرآن، وبيَّنها رسول الله في أحاديثه، وأمر بتطبيقها على المجرمين، وبذا ينتشر العدل والأمن والرخاء.

[التعليق]

هذا فصلٌ عظيمٌ، والمراقبة هي استشعار هذه المعاني التي نبَّه إليها الشيخ: وهي علم الله واطلاعه ورؤيته للعباد، ولهذا يُقال: «لا يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك» (١)؛ كن موجودًا حيثما أمرك الله، وكن غائبًا حيث نهاك الله، وكذلك ما ذكر الله من الوعد والوعيد، كل ذلك يوجب للمؤمن الانتهاء عن مناهي الله والمسارعة إلى ما أمر الله به


(١) جاءت في وصية داود بن نُصير الطائي لابن السمَّاك. ينظر: حلية الأولياء (٧/ ٣٥٨).

<<  <   >  >>