للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحكم والتشريع حق لله وحده وحيث يكون الشرع تكون العدالة والرحمة والفضيلة]

ومن معنى لا إله إلا الله الذي يجب اعتقاده والعمل به: أنَّ الحكم والتشريع حق لله وحده، فلا يجوز لأحد من البشر أن يضع قانونًا مخالفًا لشريعة الله في أي أمر من الأمور، ولا يجوز للمسلم أن يحكم بغير ما أنزل الله، ولا يجوز له أن يرضى بحكم يخالف شريعة الله، ولا يجوز لأحد أن يحل ما حرم الله، أو يحرم ما أحل الله، فمن فعل ذلك متعمدًا المخالفة أو رضي به فهو كافر بالله، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (٤٤)[المائدة]. ووظيفة الرسل التي بعثهم الله بها: هي دعوة الناس إلى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، والعمل بمدلولها وهو عبادة الله وحده، والخروج من عبادة المخلوق وشريعته إلى عبادة الخالق وشريعته وحده، لا شريك له.

ومن قرأ القرآن العظيم بتدبر وبُعد عن التقليد الأعمى أدرك تمامًا أنَّ ذلك الذي بيناه هو الحق، وأدرك أنَّ الله حدَّد علاقة الإنسان معه سبحانه ومع الخلق، فجعل علاقة عبده المؤمن به أن يعبده بجميع أنواع العبادة، فلا يصرف منها شيئًا لغيره، وجعل علاقته بالأنبياء وعباد

<<  <   >  >>