جعل الشيخ ﵀ البعث من توابع الإيمان بالله، ولهذا يَقرن الله كثيرًا بين الإيمان به وباليوم الآخر، قال تعالى: ﴿يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [آل عمران: ١١٤]، وقال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [البقرة: ٨]، وهذا يتضمن الإيمان بالمبدأ والمعاد، فالله هو الذي بدأ الخلق وهو الذي يعيد الخلق ويبعثهم، فالشيخ أخذ على هذا التأصيل بين الإيمان بالله وباليوم الآخر، ولهذا قدَّم الكلام في البعث على ذكر الإيمان بالرسول ﷺ. والإيمان بالبعث لا شك أنه من توابع الإيمان بالله؛ لأنَّ الإيمان بالبعث راجع إلى الإيمان بكمال قدرة الله وحكمته، فهو على كل شيء قدير، إذن: فهو قادر على بعث الأموات من قبورهم وإحيائهم مرة أخرى كما بدأهم، والإيمان بالحكمة كذلك تقتضي ألا يترك الناس سدى، لا يأمرهم ولا ينهاهم ولا يجزيهم، فالجزاء هو من مقتضيات الحكمة، قال الله تعالى: ﴿وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسِ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٢٢)﴾ [الجاثية].
وتقدَّم التنبيه (١) أنَّ الشيخ بنى هذا المؤلَّف على الأصول الثلاثة: معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام، وهي الأصول التي بنى عليها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ﵀ رسالته المشهورة ب «الأصول الثلاثة»، وهذه الأصول سماها الشيخ محمد بن عبد الوهاب