ثانيًا: عموم رسالته إلى جميع الناس، فالناس كلهم أمة لمحمد، مَنْ أطاعه واتبعه دخل الجنة، ومَن عصاه دخل النار.
حتى اليهود والنصارى مكلَّفون باتباعه، ومَن لم يتبعه ويؤمن به فهو كافر بموسى وعيسى وبجميع الأنبياء، وموسى وعيسى وكل الأنبياء بريئون من كل إنسان لا يتبع محمدًا ﵇؛ لأنَّ الله أمرهم أن يبشروا به، وأن يدعوا أممهم إلى اتباعه إذا بعثه الله، ولأنَّ دينه الذي بعثه الله به هو الدين الذي بعث الله به رسله، وجعل كماله ويسره على عهد هذا الرسول الكريم خاتم المرسلين، فلا يجوز لأحد بعد بعثة محمد أن يعتنق دينًا غير الإسلام الذي بعثه الله به؛ لأنه الدين الكامل الذي نسخ الله به جميع الأديان، ولأنه دين الحق المحفوظ.
أمَّا اليهودية والنصرانية فهي دين محرَّف، ليس كما أنزله الله، فكلُّ مسلمٍ متَّبعٌ لمحمد يُعتبر متبعًا لموسى وعيسى وجميع الأنبياء. وكل خارج عن الإسلام يعتبر كافرًا بموسى وعيسى وجميع الأنبياء، وإن ادعى أنه من أتباع موسى أو عيسى!
ولهذا سارع جماعة من أحبار اليهود ورهبان النصارى العقلاء المنصفون إلى الإيمان بمحمد ﷺ، والدخول في الإسلام.