الله الصالحين محبتهم محبة تابعة لمحبته سبحانه والاقتداء بهم، وجعل علاقته بأعدائه الكافرين بغضهم؛ لأنَّ الله يبغضهم، وأن يدعوهم مع هذا إلى الإسلام، ويبينه لهم لعلهم يهتدون، وأن يجاهدهم المسلمون إذا رفضوا الإسلام، ورفضوا الخضوع لحكم الله، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، فهذه المعاني لكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) يجب على المسلم أن يعرفها، وأن يعمل بها لكي يكون مسلمًا حقًّا.
[التعليق]
قوله:(الحكم والتشريع حق لله وحده، وحيث يكون الشرع تكون العدالة والرحمة والفضيلة): لقوله تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ [الأنعام: ٥٧]، فالحكم لله وحده فهو الذي يحكم الأحكام الكونية، فالكون كله بمشيئته وتقديره وتدبيره، وكذلك الحكم الشرعي، فالشرائع كلها بأمره ووحيه ﷾، قال تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ [يوسف: ٤٠]، جاء هذا في الأمر الكوني والأمر الشرعي، وقال تعالى: ﴿وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (٢٦)﴾ [الكهف]؛ فالتحليل والتحريم والإيجاب والاستحباب كل ذلك راجع إلى شرعه ﷾، فالحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله، والدين ما شرعه الله ورسوله (١)، وقد أشار الشيخ إلى
(١) ينظر: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص ٢٣)، (ص ١٧١)، (ص ١٨٥)، ومجموع الفتاوى (١٠/ ٣٨٨)، (١١/ ٤٩٨).