للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بما يحتاج إليه المسلمون من الصناعات والمهن اللازمة لشؤون حياتهم؛ فيلزم ولي أمر المسلمين إذا لم يوجد مَنْ يكفي أن يعمل على إيجاد علماء تحصل بهم كفاية المسلمين فيما هو ضروري لحياتهم.

[التعليق]

يجب أن يُعلم أن المراد بالعلم في الآيات والأحاديث هو العلم الشرعي المستمد من الكتاب والسنة، وهو العلم الذي جعله الله حياة للقلوب والأرواح ونورًا للبصائر، ولهذا سمى الله ما أنزله على رسوله من الكتاب والحكمة سماه روحًا ونورًا؛ فقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾ [الشورى: ٥٢]، وهذا العلم ثلاثة أقسام من حيث ما يتضمنه:

الأول: العلم بالله: بأسمائه وصفاته.

الثاني: العلم بدينه، وهو أمره ونهيه الذي به يُعرف الحلال والحرام، وما يحبه الله ويرضاه، وما يبغضه ويسخطه من الأقوال والأعمال.

الثالث: العلم باليوم الآخر، وما يكون فيه من البعث والحشر والحساب والجزاء والجنة والنار (١).

وقد أحسن الشيخ بتنبيهه على فضل هذا العلم، وبيان أنه فرض على كل مسلم ومسلمة، وأن منه ما هو فرض عين: وهو ما لا يقوم


(١) ينظر: مجموع الفتاوى (١٩/ ٩٥ - ٩٦)، والصواعق المرسلة (٢/ ١٠٦٤).

<<  <   >  >>