للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[التعليق]

السعادة مطلب لكل أحد، وهي راحة النفس، ونعيم القلب؛ فإنه ينشأ عن ذلك السرور والفرح بذهاب الهموم والغموم والخوف والحزن، وهذه السعادة تختلف طرق الناس للوصول إليها بحسب مطالبهم ومحبوباتهم، وبحسب ما أُوتوا من علم وعقل، ولا طريق إلى السعادة الحقيقية الأبدية إلا ما أرشد الله إليه في كتبه المنزلة، وما بلَّغته رسله من دينه وشرعه، وأعظم ذلك: ما بعث الله به نبيه محمدًا خاتم النبيين من الهدى ودين الحق، فمن اتبعه نال السعادة في الدنيا والآخرة؛ كما قال تعالى: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٥٧)[الأعراف]، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)[الأحزاب]، وطاعة الله ورسوله تكون بعبادة الله وحده لا شريك له، وأداء ما افترض الله على عباده، واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله من الأقوال والأفعال، والتقرُّب إلى الله بما يحب من الأقوال والأعمال، ومن ذلك الإحسان إلى عباد الله بأنواع الإحسان، وكف الأذى باليد أو اللسان؛ كما في الحديث: «المسلم مَنْ سلم المسلمون من لسانه ويده» (١)، فلا يعتدي على أحد بأي نوع من أنواع الاعتداء في النفس أو العرض أو المال، وهذا يشمل أداء الحقوق التي لله، والحقوق التي للخلق، فمَن قام بذلك نال السعادة في الدنيا والآخرة، وفاز بالحياة الطيبة


(١) أخرجه البخاري (١٠) -واللفظ له-، ومسلم (٤٠) عن عبد الله بن عمرو ، وأخرجه مسلم (٤١) بهذا اللفظ عن جابر بن عبد الله .

<<  <   >  >>