العدو الرابع: شياطين الإنس: وهم عصاة بني آدم الذين لعب بهم الشيطان، وصاروا يفعلون المنكر ويزينونه لمن يجالسهم. وطريق الخلاص من هذا العدو هو الحذر منه والبعد عنه وعدم مجالسته.
[التعليق]
يذكر الشيخ في هذا الموضوع مصادر الشر على الإنسان، وسمَّاهم الشيخ: الأعداء الخفيِّين. وكل مَنْ يريد بك السوء، ويريد مضرَّتك فهو عدو لك، ويقول الشيخ: إن الله ذَكر هؤلاء الأعداء، ودلَّ على ما يحصل به الخلاص منهم، وهؤلاء الأعداء الخفيُّون كما قال الشيخ هم: الشيطان، والنفس الأمَّارة بالسوء، والهوى، وشياطين الإنس، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ [فاطر: ٦]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: ٥٣]، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ﴾ [القصص: ٥٠]، وقال تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [الأنعام: ١١٦].
وطريق التخلص من هؤلاء: الاستعاذة بالله من الشيطان، ومن النفس الأمَّارة بالسوء، ومعصية الهوى، والاستعانة بالله على ذلك، واجتناب كل مَنْ يدعو إلى معصية الله بترك مجالسته، والاستماع إلى كلامه، وجماع ذلك كله: سؤال الله الهداية والعافية؛ فلا عاصم من هذه الأعداء إلا الله تعالى، فإن الله ابتلى الإنسان بهؤلاء الأعداء، وهو القادر على كفِّ شرهم، ومن سنَّة الله وحكمته ابتلاءُ الإنسان في هذه الحياة بالخير