«أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، ولا يُعمِل غضبه ولا يُقدِم على المعصية، وأن يعلم أنَّ دافع الشر الذي يحس به في نفسه إنما هو من الشيطان، لكي يوقعه في الهلاك، ثم يتبرأ منه بعد ذلك، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (٦)﴾ [فاطر]. العدو الثاني: الهوى: ومنه ما قد يشعر به الإنسان من رغبة في رفض الحق وردِّه إذا جاء به غيره، ومِن رغبةٍ في رفض حكم الله تعالى وردِّه؛ لأنه خلاف ما يريد، ومن الهوى: تقديم العاطفة على الحق والعدل. وطريق الخلاص من هذا العدو هو أن يستعيذ العبد بالله تعالى من اتباع هواه، وأن لا يستجيب لدافع الهوى فلا يتبعه؛ بل يقول الحق ويقبله ولو كان مُرًّا، ويستعيذ بالله من الشيطان.
العدو الثالث: النفس الأمَّارة بالسوء: ومِن أَمْرها بالسوء ما يشعر به الإنسان في نفسه من رغبة في فعل شهوة محرمة؛ كالزنا وشرب الخمر، والفطر في رمضان بدون عذر مشروع، ونحو ذلك مما حرم الله. وطريق الخلاص من هذا العدو هو أن يستعيذ بالله تعالى من شر نفسه، ومن الشيطان، ويصبر عن فعل هذه الشهوة المحرمة، ويكف عنها ابتغاء مرضاة الله، كما يصبِّر نفسه عن الأكل أو الشرب الذي يشتهيه، لكنه يضره لو أكله أو شربه، ويتذكر أنَّ هذه الشهوة المحرمة سريعة الزوال تَعْقُبُها حسرةً وطول ندامة.